ملحمة عن نكبة فلسطين 1948
الشاعر :- ابن الاصيل المسيلي الجزائري
الى فلسطين والى شعب فلسطين ـ والى كل عربي غيور عن فلسطين .. أهدي هذه الملحمة
يا قُدسُ جِئْتُكَ هَذَا اليَوم مُعتَذِرًا
وَمُسْتَعِيذًا .. فَانَّ الظُلْمَ كَالظُلَمِ
وَبَعْدَ أَنْ وَجَّهَ الأَعْرَابُ قِبْلَتَهُمْ
إِلَى المُحِيطِ كَأَتبَاعٍ مِنَ الحَشَمِ
وَبَعْدَمَا اسْتُفْحِلَتْ أَمْرَاضُ أُمَّتِنَا
بين التَّقَاعُسِ وَالتَّرمِيلِ وَاليَتَمِ
أَشْكُوكِ َقومِي وَقَد بَاعُوا قَضِيَّتهمْ
وَجَرَدُونَا مِن الأَنْسَابَ والقِيَّمِ
مَنْكَ السَّلامُ وَمِنْكَ الحَربُ قَادِمَةً
يَا قُدسُ يا حرمًا يَا ثَالِثَ الحَرَم
فاتحة
سَخِيَّةٌ حَظِيَّ الفِرْدَوْس حَظْوَتهََا
فَهَاجَ من حولها رَهْطٌ من الغُشُمِ
لِيَرْكَبَ الغَلَتُ المغرور صَهْوَتَهُ
على الغِطَمِّ وَأَسْدَاف منَ الغَسَمِ
فابتاعَ مُرجفنا أنفًا ومَكرَمَةً
وَغَاصَ عَاقلنا بحرًا من السَّدَمِ
للهِ أشكوكَ من قَوَّضْتَ غفوتنا
ومن زرعت بذور الرِّيبِ كَالغِيَّمِ
تَدُولُ كَالأَرَمِ المغبر من زمنٍ
إِنْ عاجلاً ، آجِلاً قُبِحْتَ من زَلَمِ
ولا يزال لنا فيكم مقارعةٌ
فاخرج كما جئت مدسوسا من العدم
هذا الأَدِيمُ ، اِلَهُ العرشِ قَدَّسَهُ
لمن يُقَدِسُهُ ، لا عَابِدِ الصَّنَمِ
1
أَقُولُ والقَلبُ شَاخَ اليَومَ في الأَلَمِ
واحد و سِتُونَ عَامًا وَلَا شَيءٌ منَ النَّدَمِ
واحد و ستون ما عرفت أشعارنا وَهَجًا
وباتَ يسبحُ شعر اليوم في الأَلَمِ
لا الشعرُ شعرٌ ولا الأفكارُ رَائِدَةٌ
وزاد من همّنا رقص بلا نغم
وَلَوْ رَأَى المتنبي سُوءَ حالتنا
لَجنَّ من حَزَنٍ أو مات من سَقَمِ
وبات يندب ما يجرى بقولته :
(وا حر قلباه ما في القلب من شَبِمِ)
وقال يا قومُ لا أفق سيجمعنا
(إذا استوت عندنا الأنوارُ بالظُّلَمِ )
فلا تزال على هجر قبائلنا
وقد تناست غباء حرمة الرحم
شاب الغراب وما شابت قبائلنا
أحزانها مُزِجَتْ بالهَمِ والبَسَمِ
والغاصب اليوم يمشي بيننا وَلَهُ
من مثلنا قَزَمٌ ، والكلُ كالقَزَمِ
عُدْنَا إلى الجهلِ نَرْضَاهُ مَطِيَّتَنَا
ولا نبالي بِبَلْوَانَا منَ النِّقَمِ
2
واحد و سِتُونَ عَامًا وفيروس يلازمنا
واحد و ستون عاما وشكل الحب كالألم
واحد و ستون عاما وأحلام تضاجعنا
ولم نزل نعرف الظلماءَ كالظُلَمِ
تاهت بنا سفنُ الإبحار في لُجَجٍ
وَاختَارَ قَائِدُهَا ربًا من الصنمِ
ضاعت فلسطين ما عادت بها قدم
نمشي عليه ولا اسمٌ منَ القِدَمِ
واحد و ستون عاما وهذا الماء نحمله
كالعِيرِ في سَغَبٍ والمَاءُ في السَّنَمِ
حَلَّ الجَفَافُ وَمُزْنُ الغَيثِ وَدَّعَنَا
وَوُّحِدَ الملكُ في خَصمٍ وفي حَكَمِ
واحد و ستون عاما وأجيالٌ نُدَجِنُهَا
حتى غَدَتْ تَعْرِفُ اللَّذَاتِ في الأَلَمِ
فَاخْتَارَ أغلبها بَحرًا لِيَأْكُلَهُ
فالبَحرُ أَفضَلُ من عَيشٍ عَلَى سَقَمِ
واحد و ستون عاما يهود الأَرْضِ نَصْحَبُهَا
وَلاَ نُفَرِقُ بَينَ السُّمِ والدَّسِمِ
حتى هزمنا وما عادت لنا ذمم
وَشَاخَ منا سِنُونَ العُمْرِ والعَظَمِ
3
واحد و ستون والأرضُ تَغْفُو في زلازلها
واحد و ستونَ والمُلْكُ للمعتُوهِ والهَرِمِ
واحد و ستون ننتظر الأمطار تغسلنا
ليغسلونا بماء الموتِ والحِمَمِ
غسيلنا في بقاع الأرض مُنْتَشِرٌ
فيه الفضائحُ والإِسرَافُ في اللَّمَمِ
أرض تنام على البترول جائعة
والدين يقبر عندَ القَصْرِ والحَرَمِ
والمذنبون بلا ذنب ومجرمةٍ
والغرب يحكمنا في الدين والشِّيَمِ
عُرْسٌ بـ(طنجة) والمقتول في( يَمَنٍ)
رقص بـ(لبنان) والمصلوب في (شَأَمِ)
واحد و ستون عاما ولا عادت سفينتنا
وضاع (طارق) بين الرِّقِ والعَجَمِ
وَهُوِّدَ ( القدسُ) صمتا والهوان غدا
شعارنا فاستبيحَ العُرْبُ كَالغَنَمِ
فمارسوا قتلنا جهرا بِثَالِثَةٍ
(بَغْدَادُ) فاغتيل فيها أَهْلُ مُعْتَصَمِ
ستون عاما وما زالت قضيتنا
في مجلسِ الغَمِ أو في مَجلِسِ العَدَمِ
4
واحد و ستون عاما وهذا الغرب يحسدنا
لأننا فوق فردوس من النعم
لاح الشياطين فينا ألف قاصمة
ولقح الناس أمصالا من العقم
واحد و ستون عاما وعجز دون معجزةٍ
شعارنا الهَمُ مشتقٌ مِنَ الهِمَمِ
واحد و ستون عاما وهذا الغرب يملكنا
هم سادة وجميع العرب كالخَدَمِ
واحد و ستون عاما وكالأعمى بلا نظرٍ
وزاد سامعنا صَمًّا على صمم.
واحد و سِتُونَ عَامًا بِعُمْرِ الأُمِ عَاربَةً
وَلاَ فِطَامٌ وَلاَ فَطْمٌ لِتَنْفَطِمِ
وبعد واحد و ستين هذا الكهف يجمعنا
فلا نفرقُ بين الحُلْمِ وَالحِمَمِ
إن قيل (غزة) باتت شبه محرقة
تنديدنا مُخْجِلٌ في هيئةِ الأُمَمِ
وبعدَ عامٍ تُقِيْمُ العُرْبُ قِمَّتَهَا
ومثلُ واحد و سِتِينَ عَامًا،نَاتِجُ القِمَمِ
تَعَولَمَتْ أَرْضُنَا وَاستَورَدَتْ عَجَمًا
وَخُوصَصَتْ وَتَسَاوَى العُربُ بِالعَجَمِ
5
واحد و ستون تُدبِرُ, لاَ رَأْس مُدبَّرَةٌ
والقَوْمُ مُدْبِرَةٌ خَوْفًا منَ التُهَمِ
من العجيب على الأخدود (غزتنا)
صهيون أمس وعاد اليوم بالجُرُمِ
ماذا تبقى لنا من عيش فانية
ماذا تبقى وخير العرب في الخِيَّمِ ؟
دماؤُنَا مثلُ ماءٍ عِنْدَ قَاتِلِنَا
وَمَاتَ مِنَا جَمِيْلُ الطَبْعِ والشِيَّمِ
من الهوان شذوذ الغرب يشتمنا
في ديننا وبنا صمت من البُكُمِ
ولم تعد غيرة في الدين تُوخِزُنَا
عَلَى رَسُولٍ كريمٍ بالغ الكَرَمِ
واحد و ستون عاما وفي التهميش مركزنا
من فيئةٍ عُرِفَتْ بِالصُّمِ وَالبُكُمِ
وأنها سُلِّمَتْ أَمْسٍ لقاتلها
فاستسلمت ورضت بالسِّلْمِ والسَّقَمِ
في ظنها أن هذا الغَرْبَ مَدْرَسَة ٌ
لولاه ما خط في القِرطَاسِ بالقَلَمِ
ونحن لولاه ما كنا تَلاَمِذَةً
وَلاَ عَرَفنَا بُلوغ الرُّشْد والحُلُمِ
6
واحد و سِتُوْنَ عَامًا إِلَى السِتِينِ رَاحِلَتيِ
وَمَا مَضَى مِن سِنِين العُمرِ كَالعَدَمِ
في سيرة الحب مثل البُهْمِ شهوتنا
وقد تساوى محبُ اليوم بِالنَّعمِ
لجاهل اليوم أموال يقدسها
كجاهل الأمس ميالٌ إلى الصَّنَمِ
يُصَادَرُ الحَقُ مَا للنَّاسِ أَغْلَبُهَا ؟
تَغفُو وَتَصْحُو بلاَ حِسٍّ وَلاَ ذِّمَمِ
زَعَامة عمرها السِتِين لاهثة
تلك المصيبة جَرَّتْ قِلَّةَ الفَهَمِ
يا قُدسُ جِئْتُكَ هَذَا اليَوم مُعتَذِرًا
وَمُسْتَعِيذًا .. فَانَّ الظُلْمَ كَالظُلَمِ
وَبَعْدَ أَنْ وَجَّهَ الأَعْرَابُ قِبْلَتَهُمْ
إِلَى المُحِيطِ كَأَتبَاعٍ مِنَ الحَشَمِ
وَبَعْدَمَا اسْتُفْحِلَتْ أَمْرَاضُ أُمَّتِنَا
بين التَّقَاعُسِ وَالتَّرمِيلِ وَاليَتَمِ
أَشْكُوكِ َقومِي وَقَد بَاعُوا قَضِيَّتهمْ
وَجَرَدُونَا مِن الأَنْسَاب والقِيَّمِ
مَنْكَ السَّلامُ وَمِنْكَ الحَربُ قَادِمَةً
يَا قُدسُ يا حرمًا يَا ثَالِثَ الحَرَم
الشاعر :- ابن الاصيل المسيلي الجزائري
الى فلسطين والى شعب فلسطين ـ والى كل عربي غيور عن فلسطين .. أهدي هذه الملحمة
يا قُدسُ جِئْتُكَ هَذَا اليَوم مُعتَذِرًا
وَمُسْتَعِيذًا .. فَانَّ الظُلْمَ كَالظُلَمِ
وَبَعْدَ أَنْ وَجَّهَ الأَعْرَابُ قِبْلَتَهُمْ
إِلَى المُحِيطِ كَأَتبَاعٍ مِنَ الحَشَمِ
وَبَعْدَمَا اسْتُفْحِلَتْ أَمْرَاضُ أُمَّتِنَا
بين التَّقَاعُسِ وَالتَّرمِيلِ وَاليَتَمِ
أَشْكُوكِ َقومِي وَقَد بَاعُوا قَضِيَّتهمْ
وَجَرَدُونَا مِن الأَنْسَابَ والقِيَّمِ
مَنْكَ السَّلامُ وَمِنْكَ الحَربُ قَادِمَةً
يَا قُدسُ يا حرمًا يَا ثَالِثَ الحَرَم
فاتحة
سَخِيَّةٌ حَظِيَّ الفِرْدَوْس حَظْوَتهََا
فَهَاجَ من حولها رَهْطٌ من الغُشُمِ
لِيَرْكَبَ الغَلَتُ المغرور صَهْوَتَهُ
على الغِطَمِّ وَأَسْدَاف منَ الغَسَمِ
فابتاعَ مُرجفنا أنفًا ومَكرَمَةً
وَغَاصَ عَاقلنا بحرًا من السَّدَمِ
للهِ أشكوكَ من قَوَّضْتَ غفوتنا
ومن زرعت بذور الرِّيبِ كَالغِيَّمِ
تَدُولُ كَالأَرَمِ المغبر من زمنٍ
إِنْ عاجلاً ، آجِلاً قُبِحْتَ من زَلَمِ
ولا يزال لنا فيكم مقارعةٌ
فاخرج كما جئت مدسوسا من العدم
هذا الأَدِيمُ ، اِلَهُ العرشِ قَدَّسَهُ
لمن يُقَدِسُهُ ، لا عَابِدِ الصَّنَمِ
1
أَقُولُ والقَلبُ شَاخَ اليَومَ في الأَلَمِ
واحد و سِتُونَ عَامًا وَلَا شَيءٌ منَ النَّدَمِ
واحد و ستون ما عرفت أشعارنا وَهَجًا
وباتَ يسبحُ شعر اليوم في الأَلَمِ
لا الشعرُ شعرٌ ولا الأفكارُ رَائِدَةٌ
وزاد من همّنا رقص بلا نغم
وَلَوْ رَأَى المتنبي سُوءَ حالتنا
لَجنَّ من حَزَنٍ أو مات من سَقَمِ
وبات يندب ما يجرى بقولته :
(وا حر قلباه ما في القلب من شَبِمِ)
وقال يا قومُ لا أفق سيجمعنا
(إذا استوت عندنا الأنوارُ بالظُّلَمِ )
فلا تزال على هجر قبائلنا
وقد تناست غباء حرمة الرحم
شاب الغراب وما شابت قبائلنا
أحزانها مُزِجَتْ بالهَمِ والبَسَمِ
والغاصب اليوم يمشي بيننا وَلَهُ
من مثلنا قَزَمٌ ، والكلُ كالقَزَمِ
عُدْنَا إلى الجهلِ نَرْضَاهُ مَطِيَّتَنَا
ولا نبالي بِبَلْوَانَا منَ النِّقَمِ
2
واحد و سِتُونَ عَامًا وفيروس يلازمنا
واحد و ستون عاما وشكل الحب كالألم
واحد و ستون عاما وأحلام تضاجعنا
ولم نزل نعرف الظلماءَ كالظُلَمِ
تاهت بنا سفنُ الإبحار في لُجَجٍ
وَاختَارَ قَائِدُهَا ربًا من الصنمِ
ضاعت فلسطين ما عادت بها قدم
نمشي عليه ولا اسمٌ منَ القِدَمِ
واحد و ستون عاما وهذا الماء نحمله
كالعِيرِ في سَغَبٍ والمَاءُ في السَّنَمِ
حَلَّ الجَفَافُ وَمُزْنُ الغَيثِ وَدَّعَنَا
وَوُّحِدَ الملكُ في خَصمٍ وفي حَكَمِ
واحد و ستون عاما وأجيالٌ نُدَجِنُهَا
حتى غَدَتْ تَعْرِفُ اللَّذَاتِ في الأَلَمِ
فَاخْتَارَ أغلبها بَحرًا لِيَأْكُلَهُ
فالبَحرُ أَفضَلُ من عَيشٍ عَلَى سَقَمِ
واحد و ستون عاما يهود الأَرْضِ نَصْحَبُهَا
وَلاَ نُفَرِقُ بَينَ السُّمِ والدَّسِمِ
حتى هزمنا وما عادت لنا ذمم
وَشَاخَ منا سِنُونَ العُمْرِ والعَظَمِ
3
واحد و ستون والأرضُ تَغْفُو في زلازلها
واحد و ستونَ والمُلْكُ للمعتُوهِ والهَرِمِ
واحد و ستون ننتظر الأمطار تغسلنا
ليغسلونا بماء الموتِ والحِمَمِ
غسيلنا في بقاع الأرض مُنْتَشِرٌ
فيه الفضائحُ والإِسرَافُ في اللَّمَمِ
أرض تنام على البترول جائعة
والدين يقبر عندَ القَصْرِ والحَرَمِ
والمذنبون بلا ذنب ومجرمةٍ
والغرب يحكمنا في الدين والشِّيَمِ
عُرْسٌ بـ(طنجة) والمقتول في( يَمَنٍ)
رقص بـ(لبنان) والمصلوب في (شَأَمِ)
واحد و ستون عاما ولا عادت سفينتنا
وضاع (طارق) بين الرِّقِ والعَجَمِ
وَهُوِّدَ ( القدسُ) صمتا والهوان غدا
شعارنا فاستبيحَ العُرْبُ كَالغَنَمِ
فمارسوا قتلنا جهرا بِثَالِثَةٍ
(بَغْدَادُ) فاغتيل فيها أَهْلُ مُعْتَصَمِ
ستون عاما وما زالت قضيتنا
في مجلسِ الغَمِ أو في مَجلِسِ العَدَمِ
4
واحد و ستون عاما وهذا الغرب يحسدنا
لأننا فوق فردوس من النعم
لاح الشياطين فينا ألف قاصمة
ولقح الناس أمصالا من العقم
واحد و ستون عاما وعجز دون معجزةٍ
شعارنا الهَمُ مشتقٌ مِنَ الهِمَمِ
واحد و ستون عاما وهذا الغرب يملكنا
هم سادة وجميع العرب كالخَدَمِ
واحد و ستون عاما وكالأعمى بلا نظرٍ
وزاد سامعنا صَمًّا على صمم.
واحد و سِتُونَ عَامًا بِعُمْرِ الأُمِ عَاربَةً
وَلاَ فِطَامٌ وَلاَ فَطْمٌ لِتَنْفَطِمِ
وبعد واحد و ستين هذا الكهف يجمعنا
فلا نفرقُ بين الحُلْمِ وَالحِمَمِ
إن قيل (غزة) باتت شبه محرقة
تنديدنا مُخْجِلٌ في هيئةِ الأُمَمِ
وبعدَ عامٍ تُقِيْمُ العُرْبُ قِمَّتَهَا
ومثلُ واحد و سِتِينَ عَامًا،نَاتِجُ القِمَمِ
تَعَولَمَتْ أَرْضُنَا وَاستَورَدَتْ عَجَمًا
وَخُوصَصَتْ وَتَسَاوَى العُربُ بِالعَجَمِ
5
واحد و ستون تُدبِرُ, لاَ رَأْس مُدبَّرَةٌ
والقَوْمُ مُدْبِرَةٌ خَوْفًا منَ التُهَمِ
من العجيب على الأخدود (غزتنا)
صهيون أمس وعاد اليوم بالجُرُمِ
ماذا تبقى لنا من عيش فانية
ماذا تبقى وخير العرب في الخِيَّمِ ؟
دماؤُنَا مثلُ ماءٍ عِنْدَ قَاتِلِنَا
وَمَاتَ مِنَا جَمِيْلُ الطَبْعِ والشِيَّمِ
من الهوان شذوذ الغرب يشتمنا
في ديننا وبنا صمت من البُكُمِ
ولم تعد غيرة في الدين تُوخِزُنَا
عَلَى رَسُولٍ كريمٍ بالغ الكَرَمِ
واحد و ستون عاما وفي التهميش مركزنا
من فيئةٍ عُرِفَتْ بِالصُّمِ وَالبُكُمِ
وأنها سُلِّمَتْ أَمْسٍ لقاتلها
فاستسلمت ورضت بالسِّلْمِ والسَّقَمِ
في ظنها أن هذا الغَرْبَ مَدْرَسَة ٌ
لولاه ما خط في القِرطَاسِ بالقَلَمِ
ونحن لولاه ما كنا تَلاَمِذَةً
وَلاَ عَرَفنَا بُلوغ الرُّشْد والحُلُمِ
6
واحد و سِتُوْنَ عَامًا إِلَى السِتِينِ رَاحِلَتيِ
وَمَا مَضَى مِن سِنِين العُمرِ كَالعَدَمِ
في سيرة الحب مثل البُهْمِ شهوتنا
وقد تساوى محبُ اليوم بِالنَّعمِ
لجاهل اليوم أموال يقدسها
كجاهل الأمس ميالٌ إلى الصَّنَمِ
يُصَادَرُ الحَقُ مَا للنَّاسِ أَغْلَبُهَا ؟
تَغفُو وَتَصْحُو بلاَ حِسٍّ وَلاَ ذِّمَمِ
زَعَامة عمرها السِتِين لاهثة
تلك المصيبة جَرَّتْ قِلَّةَ الفَهَمِ
يا قُدسُ جِئْتُكَ هَذَا اليَوم مُعتَذِرًا
وَمُسْتَعِيذًا .. فَانَّ الظُلْمَ كَالظُلَمِ
وَبَعْدَ أَنْ وَجَّهَ الأَعْرَابُ قِبْلَتَهُمْ
إِلَى المُحِيطِ كَأَتبَاعٍ مِنَ الحَشَمِ
وَبَعْدَمَا اسْتُفْحِلَتْ أَمْرَاضُ أُمَّتِنَا
بين التَّقَاعُسِ وَالتَّرمِيلِ وَاليَتَمِ
أَشْكُوكِ َقومِي وَقَد بَاعُوا قَضِيَّتهمْ
وَجَرَدُونَا مِن الأَنْسَاب والقِيَّمِ
مَنْكَ السَّلامُ وَمِنْكَ الحَربُ قَادِمَةً
يَا قُدسُ يا حرمًا يَا ثَالِثَ الحَرَم